-
Source: http://www.alrai.com/article/664771.html
عمان – محمد جميل خضر
.قدم عازفا الجيتار: الكندي من أصل أردني طارق حرب والأردني غسان ناجي، قبل أيام، أمسية موسيقية استثنائية، انحازا خلالها لعيون الموسيقى العالمية
الأمسية التي نظمها وأشرف عليها المركز الثقافي العربي بالتعاون مع المركز الوطني للموسيقى ومركز أهلاً جوردن ومركز ملبس وتلفزيون عرمرم، تجلّت كجولات من العزف على الجيتار عبر العصور، وتضمنت مؤلفات من حقب الباروك، الكلاسيكية، الرومانسية والحديثة. إضافة إلى رحلة في الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية والأمريكية اللاتينية والوسطى من خلال مقطوعات ومؤلفات ليوهان سيباستيان باخ، جوليان اركاس، إزاك ألبينيز، ليو براور، أغوستين باريوس، نيكولو باغانيني، فيلا لوبوس، خواكين رودريغو، إيدين سوليس، أنخيل فيولدو وإيدين سوليس
استهلّ الحفل فقراته بعزف الفنان غسان ناجي مقطوعة «بوليرو» الشهيرة للمؤلف الموسيقي الإسباني جوليان أركاس. وهي مقطوعة لها جذور إسبانية كوبية، تعود إلى القرن الثامن عشر. ناجي الذي واصل حصته من الحفل، قدم بعد «بوليرو» الأخاذة مقطوعة على نمط المازوركا البولندية للمؤلف الباراغوياني أوغستين باريوس. ثم عاد بالجمهور إلى القرن السادس عشر بمقطوعة من التراث الأندلسي الإسباني بعنوان «إل فيتو» وهي رقصة سريعة يتعلق اسمها بمرض إدمان الرقص الذي أصاب الناس في تلك الحقبة. ناجي صاحب اليد الرشيقة عزفاً وتلعيباً لأوتار الجيتار، جعل مسك عرضه مقطوعة «ساراباند» للمؤلف الموسيقي الألماني يوهان سيباستيان باخ من مصنفه رقم 997 لآلة اللوت من حقبة الباروك.
العازف الأردني الكندي طارق حرب صاحب المشاركات اللافتة في مهرجانات كلاسيكية عالمية عديدة، استهل جولته بمقطوعة «في حقول القمح» من الحقبة الحديثة للاسباني خواكين رودريغو، تلاها برائعة من كوستاريكا ألفها إيدين سوليس خصيصاً ليعزفها حرب بعنوان «تذكرة مفتوحة». حرب قدم بعد ذلك معزوفة راقصة من حركتين للكوبي ليو براور، ثم مقطوعة «الأليماند» من مصنف 1002 ليوهان سيباستيان باخ والمكتوبة أساساً لآلة الكمان إلا أن حرب أبدع حين حولها بالكامل على آلة الجيتار متمكناً من تناغم الأصوات المتعددة وتناسقها، وهو ما يتميز به الغيتار عن الكمان
الثنائي حرب وناجي أمتعا في ثالث فقرات الأمسية النوعية جمهور حفلهما من مرجعيات وأذواق متنوعة، بتقديهما معاً ثلاث مقطوعات متتالية بدآها بواحدة للفرنسي إريك ساتي من مؤلفات القرن التاسع عشر، مع استعراض متناسق للعديد من اللوحات الفنية التي تعود إلى تلك الحقبة أثناء العزف، حيث نقل ذلك المزيج الموسيقي التشكيلي جمهور الحاضرين إلى عالم الرومانسية المشبعة بالحيرة والرقة والحزن والفرح والعذوبة. ثم عزفا مقطوعة التانغو المصنف رقم 165 للإسباني إزاك ألبينيز بمرافقة راقصي التانغو فريد داغر وايميلي هيلتون إضافة إلى موسيقى التانغو الأرجنتيني والإسباني بمرافقة الراقصين اللذين لفتا الانتباه بأدائهما الابداعي وجرأتهما في تقديم الرقصات التعبيرية رفيعة المستوى
.في رابع الفقرات استأنف حرب جولته المنفردة بشهيرة الإسباني إزاك ألبينيز «أستورياس» تلاها برومانسية نيكولو باغانيني ورائعة نابليون كوست من القرن الثامن عشر
.مسك ختام الحفل تصاعد مع عزف الثنائي حرب وناجي موسيقى التانغو الأرجنتينية لأنخيل فيولدو. راقصا التانغو رافقا العزف ليتفاعل معها الجمهور في أمسية موسيقية من أجل التماعة مشرقة داخل آفاق الذاكرة